مع التغير الكبير لمجتمعنا بعد بناء الدولة واكتشاف النفط
حدثت زلازل هائلة في العلاقات الإجتماعية حطمت الكثير من أسس العلاقات الأسرية وبنت أسس جديدة مختلفة تماماً عن تلك القديمة.
ففي المــاضـي
كان صوت الرجل هو الأعلى ويكاد يكون هو الوحيد.
كان القرار للرجل وللرجل وحده.
كانت مقومات الحياة كلها: الإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والأدبية بيد الرجل
كان الأقارب المعتبرون هم أقارب الرجل أما أقارب المرأة فهم أعداء ما لم تجمعك بهم قرابة رجل.
لا أدل على ذلك من المثل المشهور (يا ويل الخال من رمح البن آخي)
عندما تتشاحن جماعتان لم تكن تلغي المشاحنة أو العداء أي مصاهرات أو خؤولات بينهما مهما تعددت وقدمت.
باختصار: كان هناك في الماضي تطرف شديد لصالح الرجل كمحور رئيس لكافة أشكال العلاقات الإجتماعية
واليوم انقلبت الصورة 180 درجة:
أصبحت العلاقة المعتبرة هي تلك التي محورها المرأة وهمشت العلاقة التي محورها الرجل إلى حد بعيد.
لترى صدق كلامي، قارن بين (مـونـتـك) على أقارب أختك أو والدتك من أصهار وأبناء وغيره، وبين (مـونـتــك) على أقارب أخيك أو أبيك. وقس على ذلك!
انظر لأي أسرة اليوم وخذ أي جــدّ وانظر لطبيعة العلاقة بين أحفاده من الذكور تجدهم متفرقين إلا من رحم الله وهم قليل.
وفي المقابل خذ أي جدة وانظر لطبيعة العلاقة بين أبناء بناتها و أحفادها منهن تجدهم متآلفين متقاربين بينهم تنسيق عالٍ لمصالحهم ومصالح أبنائهم!
إذا كانت مساعدة أي موظف لأحد أقاربه مخالفة نظامية فإن مساعدته لصهره أو لأحد أقارب زوجته هو أمر يكاد يكون لديه من المسلمات التي لا تفريط أو تردد فيها !
كانت القرابة الرئيسية هي ل(ابن العم) وأصبحت القرابة اليوم هي (للصهر) و(للعديل)
قال أحد الظرفاء:
تلقى ست أو سبع بيوت متجاورة فتبتهج وتثني عليهم معتقداً أنهم أبناء عمومة، ولكن عندما تبحث في قرابتهم تجدهم (عدلاء)!
أقول: إذا كان (إلغاء) المرأة وقراباتها في الماضي خطأ فإن إلغاء (الرجل) وقراباته اليوم هو خطأ لا يقل عنه.
ما الذي أدى إلى فقدان ثقة الرجال ببعضهم؟ لو كنت أعرف الإجابة لكتبتها
ولكن الذي أعرفه وتعرفونه جميعاً هو أن التوازن في العلاقات مطلوب ولن تستقيم أمور المجتمع بدونه.
هل تطير الطائرة بشكل سليم وأحد جناحيها م.ور؟