<blockquote style="margin-left: 0px;" dir="rtl">رساله اليك
ايها الغريب
<blockquote style="margin-left: 0px;" dir="rtl">أما
بعد .. من غير أي نوع من التحية سوى "وعليكم السلام" التي لم تسمعها :
أدري
أن ما جاء بك إلى نفس مكاني هو نفسه الشعور أن نكون قرب البحر ونحاول ترتيب
مشاعرنا دون أن ندري
أننا
نعبث بترتيبها ونثير الكثير من الفوضى
لكن
أيها الغريب ..
ما
أثارك في امرأة صامتة مثلي تجلس وحدها في الواحدة والنصف فجراً تحفر الرمل
الرطب بأطراف أناملها ليست لها الرغبة
في
التواجد في الوجود ...
أدري
أنك اندهشت لوجودي في شاطئ القرم وحيدة ..
وأدري
أنك انتظرت صوتي وأنت تلقي "السلام عليكم" أو شيء أكثر من نظرة ارتفعت مني
نحوك بسرعة وسقطت
بنفس
اللامبالاة ..
أدري
أنك ما فهمت أُنسيتي أو كوني جنية ليلية .. فوقفتَ على بُعد مترين مني
أدري
أنك خفت من مفاجأة لا تتوقعها حين ابتعدتَ مترين آخرين
أدري
عن المترين نفسهما اللذين أرجعتهما حين ارتبتَ من وجودي ومن شكوكك أيضاً
أدري
أنك كنتَ خالٍ بنفسك
وأنك
حزين مسكين .. شبهت خلوتي بإحدى دراما مشاهدك .. وتخيلتَ نفسك في أكثر من
زاوية تتقدم
بها
نحوي
لكنك
كنت قلق .. قلق جداً
تحاول
أن تكوّن قصة عني رغم أنك لا تستطيع أن تحاصرني بفكرة واحدة
وحيدة/حزينة/معاقة/بكماء/لاهية/مجنونة/بريئة/بلهاء/أو
مراهقة
قد
أخرستك النظرة الوحيدة كثيراً من امرأة لم تهرب منك أبداً
أدري
من التفافات وجهك الكثيرة نحو امرأة لا تفعل شيئاً سوى مراقبة ت.ُر أجنحة
بحر محطمةٍ روحه ،
بحر
خائن في نفس الوقت ومخيف أنك تفتقر لقيمة الإلتفافة التي تشدك
أدري
أن هناك عاطفة أردت أن تنشئها فيك وأنت تراقب المرأة تتحرك نحو صوت الموج
وتجمع ملوحة الصدى
في
قارورات العصائر التي شربتها
وأنك
أردت شيئا منك أن يهتز وأنت تحاول أن تقترب منها قرب الموج .. لكنك لم تفعل
لا
صوتك
لا
إشارتك
لا
لوجو لك أبداً
ربما
كل ما فعلته هو تساؤلك عن حالات غيبية ثلاث:
من أتى
بها هنا؟
ما
علاقتي بها؟
أو عن
لون ساقيها تحت الماء؟
كنتَ
جرئ جداً وأنت تعبُر أمامها مرتين .. ثم تجلس على الرمل تراقبها بشاعرية
على بُعد أربعة مترات
لكن
كيف لم تدرك أنها أرادت أن تحفر الشاطئ لتدفن قدميها فقط؟
كيف لم
تدرك يا غبي نعلة رجل بجوارها أكبر من قدمها بضعفٍ وأكثر؟
يا
غريب .. جاء أخوها .. فأشارت إليك .. ثم نعتتك "بالمريض"
يا
غريب :
"وعليكم
السلام"</blockquote>
</blockquote>