الحب هو من أسمى وأرقى العواطف الإنسانية،
فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى،
وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين،
ذللت كثيراً من الصعاب،
وأثمرت كثيراً من الثمار الطيبة في حياة الأمة،
ولقد جاءت أدلة عديدة تؤكد هذا المعنى الكريم،
وتبين المكانة الرفيعة لمن أنعم الله به عليه ،
منها:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله لأناساً ماهم بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله" قالوا: يا رسول الله, تخبرنا من هم؟ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله, على غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطونها, فوالله إن وجوههم لنور, وإنهم على نور, لايخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذاحزن الناس. وقرأ هذه الآية: "ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون"
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي"
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر منهم: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه, وتفرقا عليه"
والأخوة في الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا،
بل هي مستمرة في الآخرة,
يقول تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
إن التحابب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات,
ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله,
وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدر ونزغات الشيطان,
فبالقيام بحقوقها يُتقرَّب إلى الله زلفى,
وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلا. ومن هذه الحقوق:
أولاً:
الحب والمناصرة والتأييد و المؤازرة ومحبة الخير لهم, كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه"
ثانياً:
التواصي بالحق والصبر وأداء النصيحة, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبيين الطريق له،وإعانته على الخير و دفعه إليه, يقول تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"ويقول تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
ثالثاً:
القيام بالأمور التي تدعو إلى التوادد وزيادة الصلة, وأداء الحقوق, قال عليه الصلاة والسلام: " حق المسلم على المسلم ست: قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلّم عليه. وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشَمِّته. وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتْبَعه" رواه مسلم. هذه الحقوق الستة من قام بها في حقّ المسلمين كان قيامه بغيرها أولى. وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله.