سبحان الله
مامن صبر الإبعده فرج
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
> نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم ..
يعرفه العام
> والخاص ، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون " صبر أيوب "
> فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..
> أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام ، تزوج سيدة عفيفة.
> وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة " حوران "
> وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات،
ورزقه
> أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار .... كما رزقه قطعان
الماشية
> بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار ، آلاف رءوس من الأغنام ،
آلاف من
> رء وس الماعز وأخرى من الجمال .
> وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة .
> وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة
للفقراء لما
> علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا .
> و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم
يتناول
> طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا .
> هكذا عاش أيوب عليه السلام ..
> يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، ويباشر على الغلمان والعبيد
والعمال ، وزوجته
> تطحن وبناته يشاركن الأم ..
> وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء
والمحتاجين من أهل
> القرية ، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول .
> و أيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن
كل شر .
> أحب الناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه
.. ويساعد
> ال ناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد
..
> كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده ، وزوجته هي الأخرى
كانت تعمل
> فى بيتها ....
> (2)
> راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا
الخير
> العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية
والأراضى
> الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله . ولو كان فقيرًا
ما عبد الله
> ولا سجد له ...
> ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم
إلى أيوب
> عليه السلام وأصبحوا يقولون :
> " إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى
سبيل الله
> .. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة ، فلو
نزع الله منه
> هذه الأشياء لترك عبادة الله ... بل سينسى الله ..
> ورويدًا رويدًا ..
> تحول أهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه
حبا جما ..
> وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية .
> (3)
> بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى . .
> فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً . . فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا
ساجدًا لله
> تعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمال
والعبيد
> يعملون في ا لأراضي والمزارع ..
> زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .
> وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا ، إذ وقعت الابتلاءات
والمحن
> ..
> فجاء أحد العمال يجرى ويصيح :
> ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!
> ـ ماذا حصل ؟! تكلم .
> ـ لقد قتلوهم . . قتلوا جميع رفاقي . . الرعاة والفلاحين . . جميعهم
قتلوا جرت
> دماؤهم فوق الأرض . . .
> ـ كيف حدث ذلك ؟!
> ـ هاجمنا اللصوص . . وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية .
> أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون . . .
> إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب
عليه السلام
> رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.
> في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما
يملكه أيوب
> عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى
له ..
> هتف أيوب عليه السلام :
> ـ ماذا حصل ؟!
> ـ النار ! يا نبي الله النار !!
> ـ ماذا حدث ؟
> ـ احترق كل شيء . . لقد نزل البلاء . . الصواعق أحرقت الحقول
والمزارع . .
> أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله . . كل رفاقي ماتوا احترقوا .
> قالت زوجة أيوب عليه السلام :
> ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!
> ـ اصبري يا امرأة . . هذه مشيئة الله .
> ـ مشيئة الله !!
> أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.
> نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة :
> ـ الهي امنحني الصبر ...
> في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله ...
والرجوع
> إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر .
> وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تت.ر أمامها قلوب الرجال ..
> لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول
الطعام
> فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا .
> وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر ..
> فلقد اُبتلى فى صحته ....
> وانتشرت الدمامل فى جسمه ..
> وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع .
> ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة ..
> أصبح منزله خالياً لا مال له ، لا ولد ، ولا صحة ..
> عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله ، وعلينا أن
نسلّم لأمره
> ...
> حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس
إليه من كل
> جانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك ،
ثم تصاب فى
> صحتك .
> فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على
الشيطان الرجيم
> ففر من أمامه . وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان .
> وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .
> (4)
> ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين .
> فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب
عليه السلام
> أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..
> ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام .. وتطور الأمرُ
أكثر حتى
> ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم . .
> وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..
> وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين :
> نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من
قريتنا
> واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا .
> غضبت زوجته من هذا الكلام قالت : نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن
تؤذوا نبي
> الله فى بيته وفى عقر داره ..
> فردُّوا عليها بوقاحة : إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة ..
> لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ...
> حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء
من الله ،
> وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا
لتعليم الناس
> .
> قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك .
> قالت زوجته : انتم تظلمون نبيكم ..
> هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران ال.اء والطعام الذي
كان يأتيكم
> من منزل أيوب ؟!
> قال أيوب عليه السلام : يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية
وأسكن في
> الصحراء . . يا رب سامح هؤلاء على جهلهم ... لو كانوا يعرفون الحق ما
فعلوا ذلك
> بنبيهم ....
> هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من
منزله .
> كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به ، فخافوا أن تشملهم أيضاً .. نسوا
كل إحسان
> أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين !
> لقد سوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة
والضعف
> والمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية ... وحدها كانت تؤمن بأن أيوب
في محنة
> تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً .
> (5)
> ضاقت الأحوالُ فمات الولدُ وجفَّل الخيرُ وتصالحت الأمراض والبلايا
على جسمه ،
> فقعد لا يستطيع أن ي.ب قوت يومه .
> وخرجت زوجته تعمل في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت
يومهما ..
> وكانت زوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها وتحمّله . وقد
أعدت
> لأيوب عليه السلام عريشًا فى الصحراء يجلس فيه وكانت تخاف عليه من
الوحوش
> والحيوانات الضالة، لكن لا حيلة لهما غير ذلك .
> وظل الحال على ذلك أعواما عديدة وهما صابرين محتسبين .
> وفى يوم من الأيام ..
> وبينما كانت الزوجة الصالحة خارج البيت ..
> مرّ رجلان من أهل حوران – وكانا صديقين له قبل ذلك - توقفا عند أيوب
عليه
> السلام ونظرا إليه، فرأوه على حالته السيئة من المرض والفقر والوحدة
..
> فقال أحدهما : أأنت أيوب ! سيد الأرض
> - ماذا أذنبت لكي يفعل الله بك هذا ؟!
> وقال الآخر : انك فعلت شيئاً كبيراً تستره عنا ، فعاقبك الله عليه .
> تألّم أيوب عليه السلام . إن الكثير يتهمونه بما هو برئ منه .
> قال أيوب عليه السلام بحزن : وعزّة ربي إنّه ليعلم ببراءتى من هذا.
> تعجّب الرجلان من صبر أيوب عليه السلام ، وانصرفا عنه في طريقهما
وهما يفكّران
> في كلمات أيوب عليه السلام !
> أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل ، ولكن الأبواب
قد أُغلقت
> في وجهها . . ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد .
> وتحت ضغط الحاجة والفقر ، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما مقابل
رغيفين من
> الخبز .
> ثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز عندما رأى أيوب عليه السلام
ما فعلت
> زوجته بنفسها شعر بالغضب .
> حلف أيوب عليه السلام أن يضربها على ذلك مائة ضربة، ولم يأكل رغيفه
كان غاضباً
> من تصرّفها ، ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك .
> (6)
> ورغم أن زوجة أيوب عليه السلام طلبت منه كثيرا أن يدعوا الله لكى
يزيح عنه هذا
> البلاء الذى استمر هذه السنوات العديدة فكان يرفض أن يشكو الله تعالى .
> وتحمل المرض والبلايا .. وتحمل اتهامات الناس .
> لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل ..
> فنظر إلى السماء وقال :
> يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب.
> يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله ..
> ولكن رحمتك سبقت كل شئ ..
> فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك ..
> يا رب .. مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ..
> وهنا .... أضاء المكان بنور شفاف جميل وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة،
ورأى أيوب
> ملاكاً يهبط من السماء يسلم عليه ويقول :
> نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام ويقول : لقد أُجيب دعوتك
وأن الله
> يعطيك أجر الصابرين...
> اضرب برجلك الأرض يا أيوب ! واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ
بإذن الله .
> غاب الملاك ، وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فانبثق
نبع بارد
> عذب المذاق .... ارتوى أيوب عليه السلام من الماء الطاهر وتدفقت دماء
العافية
> في وجهه ، وغادره الضعف تماماً.
> و بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه جَرَادٍ من ذهب فجعل
يحثي في
> ثوبه . فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال بلى يا رب،
ولكن لا
> غنى لي عن بركتك ..
> خلع أيوبُ عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به ،
يملؤها
> العافية والسؤدد .
> وشيئاً فشيئاً .. ازدهرت الأرض من حوله وأينعت .
> عادت الصحة والعافية .. عاد المال .. ودبت الحياة من جديد.
> عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة
وصحته وعافية .
> فقالت له باستعطاف :
> ـ ألم ترَ أيوب . . أيوب نبي الله ؟!
> ـ أنا أيوب .
> ـ أنت ؟! إن زوجي شيخ ضعيف .. ومريض أيضاً !
> ـ المرض من الله والصحة أيضاً .. وهو سبحانه بيده كل شيء .
> ـ نعم .. لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا !
وأمرها أن
> تغتسل فى النبع ، لكى يعود إليها نضارتها وشبابها .
> فاغتسلت في مياه النبع فألبسها الله ثوب الشباب والعافية .
> ورزقهما الله بنينا وبنات من جديد ..
> ووفاء بنذر أيوب عليه السلام أن يضرب زوجته مائة ضربة أمره الله
تعالى أن يأخذ
> ضغثا وهو ملء اليد من حشيش البهائم ، ثم يضربها به فيوفى يمينه و لا
يؤلمها ،
> لأنها امرأة صالحة لا تستحق إلا الخير.
> وكان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين فى الرخاء،
الصابرين فى
> البلاء ، الأوَّابين إلى الله تعالى فى كل حال .
> وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة
من الله
> وأن الفقر والثراء من الله ..
> ) ..... فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (
> سورة الأعراف آية 176
> وسجل الله قصته فى القرآن الكريم فقال تعالى :
> ) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ
أَرْحَمُ
> الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ
> وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ
عِندِنَا
> وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ( سورة الأنبياء الآية : 83 و 84
> وقال تعالى :
> ) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي
مَسَّنِيَ
> الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا
مُغْتَسَلٌ
> بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ
رَحْمَةً
> مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْب
__________________